في الفنون البصرية التكوين هو توزيع أو وضع العناصر البصرية في إطار محدد لتشكيل العمل الفني البصري.
هناك أشكال متعددة لتكوين الصورة، وقام عدد من الفنانين بتحديد أسس للتكوين، تعد قواعد لكل من يريد أن يصنع عملًا فنيًا بصريًا (لوحة أو صورة فوتوغرافية أو لقطة سينمائية). هذه القواعد وجدت لخلق نوع من الوحدة داخل العمل الفني الواحد، طبعًا حسب رغبة الفنان. فمثلًا العمل الفني الذي توزع عناصره داخل الإطار بشكل متوازن يعد ممتعًا لعين المشاهد. ولكن بعض القواعد يمكن أن يُكسر حيث أن بعض الفنانين كالفنان سيلفادور دالي كان هدفه الأول كسر القواعد التقليدية للتكوين وتحدي المشاهد لإعادة تقدير توازن العناصر في العمل الفني.
نذكر من قواعد التكوين:
1- قاعدة الثلث أو ما يسمى النسبة الذهبية:
تعتبر قاعدة الثلث أهم دليل للفنانين في خلق الأعمال البصرية. هذه القاعدة تقسم أي عمل بصري إلى ثلاثة أثلاث أفقية وعامودية بواسطة خطين متوازيين عاموديين وآخرين أفقيين، ما يعطينا تسعة أقسام متساوية في أي عمل بصري، ويوضع موضوع العمل الرئيسي على الخطوط أو على نقطة تلاقي أي خطين.
2- قاعدة العدد الفردي:
تركز قاعدة العدد الفردي على تصوير الموضوعات بأعداد فردية. حيث تقول إن تكوين العنصر الرئيسي في العمل مع عدد زوجي من العناصر المحيطة به يجعل التكوين أمتع لعين المشاهد، وذلك بحيث يصبح عدد العناصر عددًا فرديًا فيصبح التكوين أكثر طبيعية. فإذا كان عدد العناصر الكلي زوجيًا يحس المشاهد بأن العمل مصنوع وليس عفويًا.
3- قاعدة المساحة:
في الأعمال البصرية، وخاصة التصويرية، تكتسب المساحة الفارغة في الإطار أهمية كبرى. تقوم القاعدة على فكرة استخدام المساحة الفارغة في الإطار لخلق نوع من الحركة. فإذا كانت الشخصية في الإطار لا تنظر إلى الكاميرا مباشرةً، علينا ترك المساحة لوجهة نظرها. كما تستخدم قاعدة المساحة في تصوير العناصر المتحركة بحيث تترك المساحة أمام العنصر لرفع إحساس الحركة عند المشاهد. مثلًا، إذا صورنا سيارة تتحرك وتركنا أغلب المساحة أمام السيارة، تظهر للمشاهد أسرع مما تظهر إذا صُوِّرت والمساحة خلف السيارة. وتستخدم هذه القاعدة في الصور الفوتوغرافية لإعطاء إحساس الحركة في الصورة ثابتة.
4- عمق الحقل:
يستخدم عمق الحقل في التكوين بواسطة الكاميرا لمساعدة عين المشاهد وتوجيهها نحو العنصر الأساسي في الصورة. فيمكن للمصور أن يحدد عمق الحقل بحيث تظهر كافة المستويات في الصورة واضحة، أو بالتركيز على الموضوع الأساسي في الصورة فقط وترك الخلفية غير واضحة.
5- التناظر و هندسة التكوين:
في بعض الأحيان، وعلى العكس من قاعدة العدد الفردي، قد يمنح التناظر في الصورة جمالية كبيرة، شرط استخدامه بحكمة وفي الصور المناسبة، لأن الطبيعة ليس فيها تناظر تام، لذلك يعد التناظر اصطناعيًا، وقد يُفقِد الصورة بعضًا من عفويتها. وأكثر الأشكال الهندسية استخدامًا في التناظر هو المثلث لما يشكله من ثبات وقوة، فمثلًا في نسب جمال الوجه المثالي (في الفن التشكيلي)، يشكل الفم مع العينين مثلثًا متساوي الساقين.
يمكنكم مشاهدة القواعد هذه مع بعض الأمثلة في فيديو المصور الشهير ستيف مكيري.
إعلان
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024