كان الشهر الماضي شهرًا حافلًا بالإنجازات للسينما السورية الوليدة، التي خلقت من رحم الثورة السورية، فمنذ أن نشرنا عددنا الماضي، حصدت مجموعة من الأفلام السورية جوائز في مهرجانات سينمائية دولية، وانطلقت أعمال مهرجان سوريا لأفلام الموبايل في دورة جديدة.
بدأت الأخبار عن إنجازات السينما السورية هذا الشهر بحصول فيلم قمر على سكايب للمخرج غطفان غنوم على جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان هوليوود العالمي للأفلام المستقلة الوثائقية، وهو فيلم وثائقي يحوي مشاهد درامية، تم تصويرها خصيصًا لاستكمال مواد صورها المخرج على مر سنوات.
وبحسب صحيفة إيلاف: «قمر على سكايب فيلم وثائقي تم تصويره في سوريا و اليونان وفنلندة يرصد فيه المخرج مسيرة الهجرة السورية إلى أوربا، ويصور الفيلم خلال الساعة وخمس دقائق بشكل وثائقي أشخاصاً حاولوا التسلل إلى “الجنة الموعودة” لكن أمالهم خابت وعلقوا في اليونان التي تشكل البوابة الرئيسية للاجئيين السوريين في عبورهم إلى أوربا، كما يستكمل الفيلم هذه المسيرة بجزء درامي تم تصويره في هلسنكي العاصمة الفنلندية، يرصد فيه المخرج تجربة شخص يحاول التقرب من فتاة فنلندية بعد أن نجح بالعبور الى اوربا. ويعتبر فيلم قمر على السكايب [Moon in the Skype] الفيلم العربي الأول الذي يحصل على جائزة التمييز من مهرجان هوليود للأفلام الوثائقية المستقلة. وقد أنتجه المخرج غنوم بميزانية إنتاجية لا تتجازو الـ خمسمئة يورو. ويعمل مهرجان هوليود للأفلام الوثائقية المستقلة على إعلان أسماء الأفلام الفائزة ومعلومات عنها على صفحته الرسمية بشكل شهري؛ ويقوم بدعوة المخرجين الفائزين خلال العام إلى احتفال سنوي يقام في شهر حزيران /يونيو من كل عام لاستلام جوائزهم. وتعرض الأفلام الفائزة في ستوديوهات في لوس أنجلوس. وقد فاز قمر على سكايب في شهر آذار/ مارس من هذا العام».
تلا هذا الخبر حصول فيلم هوم للمخرج رأفت الزاقوت على الجائزة الذهبية في مهرجان تطوان السينمائي الدولي في المغرب، وكان هذا الفيلم قد عرض مؤخرًا في تظاهرة خاصة في متحف اللوفر الفرنسي، مخصصة للأعمال الفنية التي تتحدث عن الفن وتدعو لحريته.
فيلم هوم، هو فيلم صور في محافظة إدلب في سوريا، في المرحلة التي سبقت دخول داعش إلى منبج، حيث أسست مجموعة من الشباب منزلًا فنيًا يقومون فيه بالعمل في مختلف المجالات الفنية: المسرح، الدمى، الرقص، الرسم… بالاستعانة بخبرات مجموعة من الفنانين ومنهم مخرج الفيلم. ولكن هذا المشروع أغلق، وتفرق العاملون فيه في كل بقاع الأرض بعد اقتحام داعش للمدينة.
ومن ثم حصل فيلم البحث عن عباس كياروستامي للأخوين ملص على جائزة أفضل فيلم في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، والفيلم يروي حكاية شاب سوري يحاول البحث عم المخرج الإيراني الشهير في باريس ليعرف رأيه بما يجري في سوريا وموقفه من ثورة شعبها.
وفي بداية الشهر الحالي، بدأت ترد صور افتتاح الدورة الثانية لمهرجان سوريا لأفلام الموبايل، في مدرج بصرى الأثري، ولهذا المهرجان صيغة خاصة وقد يكون من المهرجانات المتفردة في العالم، فالأفلام كلها مصورة بكاميرا الموبايل والمهرجان لا يجري في مكان واحد، بل يدور العالم وسوريا، وقد عرضت الأفلام حتى الآن في ألمانيا وتركيا وفي الداخل السوري وما زالت العروض مستمرة والأماكن تتغير.
ويُقدّم المهرجان في برنامجه هذا العام 33 فيلماً من سوريا والعالم مصوّرة بواسطة كاميرا الموبايل، وتتنافس الأفلام المشاركة على أربعة جوائز، وهي «لجنة التحكيم»، «أفضل فيلم»، و«أفضل فيلم سوري»، كما يقدم المهرجان جائزة «الجمهور» التي تقوم على تصويت المشاهدين عبر شكبة الإنترنت. وستُعلن نتائج هذه الجوائز في ختام المهرجان.
كما شهد هذا الشهر مشاركة مجموعة من الأفلام السورية في مهرجانات عالمية، ومنها فيلم حب في الحصار، وفيلم الآن نهاية الموسم، وكلاهما من إنتاج بدايات.
ما زالت السينما السورية التي أفرزتها الثورة تتطور وتنتج في كل الاتجاهات، علها توصل للعالم صورة حقيقية عن السوريين الذين حلموا يومًا بالحرية والكرامة. ولعل الجوائز هي طريقة العالم بمواساة السوريين، والقول بأن جزءًا منه على الأقل يسمع ويهتم.
إعلان
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024