الثورةُ السوريّة ويوتيوب علاقةُ حبٍّ شعارُها الحريّة!

349

 

ساهم موقع يوتيوب الشهير، في إيصال صوت الثورة السورية إلى كافة أنحاء العالم، فالناشطون السوريون، منذ انطلاق ثورتهم في آذار 2011، استخدموا هذا الموقع لرفع فيديوهات المظاهرات التي عمّت مختلف أنحاء البلد آنذاك، ولاحقًا فيديوهات لمجازر نظام الأسد وميليشياته، ومن ثم لنقل المعارك وإنجازات الجيش السوري الحر.
وأخيرًا، ومع الذكرى الخامسة للثورة السورية، عادوا لاستخدامه لنقل المظاهرات التي جابت المحافظات سورية بأيام الجمعة في الشهر الماضي.

الشبكات الإخبارية الثورية
كان يوتيوب ومازال المكان الأمثل للشبكات الإخبارية الثورية واللجان المحلية والمؤسسات المدنية أمثال: شبكة شام، لجان التنسيق المحلية، التنسيقيات، شبكة الثورة السورية، الهيئة السورية للإعلام، المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، وغيرها الكثير، لبث الفيديوهات والتقارير. هذه الشبكات قامت عبر موقع يوتيوب بتوثيق كل الأحداث التي شهدتها سوريا خلال أكثر من خمس سنوات، وحصدت شعبية كبيرة، وتحولت القنوات الخاصة بهذه الشبكات والمؤسسات واللجان على الموقع الشهير إلى مصدر هام للمؤسسات الإخبارية العالمية والعربية كـرويترز، وفرانس برس، والجزيرة، والعربية، وسي إن إن، وبي بي سي، وفرانس 24، وغيرها، حيث استقت استقت هذه القنوات مشاهد نشراتها الإخبارية من هذه القنوات، وذلك في ظل منع نظام الأسد لأي مؤسسة إعلامية خارجة عن إطار سيطرته الدخول إلى سوريا (في البداية)، ولاحقًا ومع خروج قسم كبير من سوريا عن سيطرة الأسد وتحول الوضع إلى خطير جدًا وهو الأمر الذي دفع هذه الشبكات لإبقاء يوتيوب مصدرًا لها في ظل عدم قدرتها على إرسال الطواقم إلى الأرض.

logo1LCC2011
Super1site_V_500_030(50)

 

يوتيوب شاهدًا على المجازر
ساهم موقع يوتيوب في بث روح الثورة في البداية، عبر فيديوهات لمئات المظاهرات التي نادت بالحرية والكرامة والعدالة، وبإسقاط النظام، ولكن مع تصاعد الحل العسكري الأسدي، وارتفاع عدد الشهداء المدنيين، أصبحت المشاهد (اليوتيوبية) مقتصرة على المجازر الأسدية التي أذهلت العالم بوحشيتها، ليصبح دورها أولًا وأخيرًا فضح الآلة الإجرامية التي تقتل وتدمر سوريا والسوريين.
وتحول الموقع إلى شاهد على ما يتعرض له الشعب السوري، ودليل على وحشية الأسد ونظامه وميليشياته، لا بل أضحى مصدرًا للمؤسسات الحقوقية والإنسانية التي تعنى بالجرائم ضد الإنسانية وتوثيقها ومتابعتها، ومن خلال الفيديوهات التي بثّها الناشطون على هذا الموقع، أصبح بإمكان المحاكم الدولية رفع القضايا الخاصة بالإنسانية ضد طاغية دمشق.

إعادة روح الثورة
روح الثورة عادت مرة جديدة، فمع ذكرى الثورة السورية الخامسة ومع بدأ تنفيذ قرار مجلس الأمن بوقف الأعمال العدائية في سوريا، تصدرت فيديوهات المظاهرات المشهد، ليساهم النشر على هذا الموقع وعلى مواقع أخرى -خاصة في ظل دخول موقع فيس بوك على عالم الفيديو بقوة- في إيصال صوت السلمية السورية مجددًا إلى العالم، وليكون له دور في نقل رسائل السوريين (الشعب يريد إسقاط النظام)، (حرية للأبد غصب عنك يا أسد)، (سوريا لينا وما هي لبيت الأسد)، (حريّة، كرامة، عدالة) وغيرها من الشعارات التي رفعتها الثورة السورية وما زالت.
العلاقة التي قامت بين الثورة السورية من طرف، وموقع يوتيوب من طرف آخر، بينت بشكل أو بآخر صوت الذي لا صوت لهم، فكان الأخير المكان الذي صدحت عليه الحناجر مطالبة بالحريّة والكرامة والعدالة، وربما تكون أشبه بعلاقة حبّ، شعارها الحريّة.

 

a1459590600

 

الفضاء الإلكتروني
ساهم الفضاء الإلكتروني بمختلف مواقعه في إيصال صوت الثورات العربية إلى العالم، ولكنه كان أحد العوامل التي ساهمت باستمرار الثورة السورية وإيصال صوتها باستمرار، فهذا الفضاء الذي أفسح المجال للسوريين للتعبير عن أنفسهم وأفكارهم وطموحاتهم، بعد أكثر من 50 سنة من حكم الأسد المستبد الذي منع التعبير والرأي والتظاهر والاعتراض، وواجه كل معارضيه بالسجن والقتل والتعذيب، هو الآن المكان المحبب للكثيرين للخروج من هالة الخوف، وكسر قيد الرعب، الذي عاشوه لخمسة عقود أسدية، وربما يوتيوب وبدرجة ثانية فيسبوك كموقعين، كان لهما دور كبير في ذلك.

شارك على:

شارك برأيك

إعلان

جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024

تم إطلاق هذا الموقع بمنحة من

مؤسسة اتجاهات - ثقافة مستقلة