اليوتوبر.. مهنة العصر

maxresdefault (1)

 

انطلق موقع يوتيوب كمنصة لعرض مقاطع فيديو، بهدف مشاركتها مع الأصدقاء، وبحيث يتاح للبشر أن يتبادلوا ذكرياتهم ويوثقوا تفاصيل من حياتهم ورحلاتهم، ولكن تطور الموقع السريع، وتقدم آليات الإعلان والرعاية الإعلانية عليه، سمح لمهنة جديدة أن تتطور، وهي مهنة اليوتوبر. واليوتوبر هو شخص يقوم بتصوير مقاطع فيديو وتحميلها بشكل دوري على قناة خاصة به على يوتيوب.
وبالشراكة مع يوتيوب وبرعاية مجموعة من المعلنين يستطيع العيش فقط من إنجاز هذه المقاطع، وغالبًا لا يمتلك هؤلاء الأشخاص عملًا آخر.

 

77025ad0-c63f-4501-831a-98b54d845ddd

 

التحول إلى يوتيوبر في الوطن العربي يحمل تحديات مختلفة عن أنحاء أخرى من العالم، بداية بسبب عدم تعود الناس على الاشتراك في قنوات يوتيوب ومتابعتها بشكل دوري، إذ يميل جمهور اليوتيوب العربي إلى مشاهدة فيديوهات مفردة إلا في حالات نادرة، يضاف إلى ذلك أن يوتيوب لا يسمح بالشراكة معه في كثير من الدول العربية وبالتالي يصعب على أصحاب قنوات اليوتيوب أن يحصلوا على أرباح من مقاطع الفيديو الخاصة بهم، كما نلاحظ عدم اهتمام الشركات الكبرى برعاية فيديوهات يوتيوب بقدر اهتمامها بالإعلان التلفزيوني الذي ما زال يحصل على نسب أعلى من المشاهدات.

قام الكثير من صناع الفيديوهات على يوتيوب الناجحين بتوجيه نصائح لمن يرغب بالتحول إلى الاحتراف على يوتيوب، نلخصها لكم بالجوانب التالية:

1- الالتزام: لا يمكن أن تحقق قناة يوتيوب نجاحًا معقولًا دون أن يلتزم صانع الفيديوهات بالعمل على القناة بشكل دوري، ولا بد من الإشارة هنا، أن التوقعات بمشاهدات مرتفعة، وبأرباح فورية، تؤدي بكثير من الذين يحاولون الانطلاق في هذا العالم إلى الاستسلام بعد عدة مقاطع بسبب خيبة الأمل، ويمكننا هنا أن نذكر أن عديدًا ممن امتهن اليوتيوب احترافيًا وتحول إلى واحد من كبار رواد هذه المهنة، بدأ بفيديوهات لا تتجاوز مشاهداتها المئة مشاهدة.

2- المعدات: رغم أن الكثير من مقاطع الفيديو اليوم تمتاز بسوية عالية جدًا من ناحية الصوت والصورة، إلا أن الكثير من مقاطع اليوتيوب الناجحة صورت بكاميرا كومبيوتر محمول، ودون معدات صوت، ولا يمكن أن يكون نقص المعدات سببًا في عدم متابعة المشاهدين لفيديو معين، كما أن العمل على يوتيوب هو عملية تعلم مستمرة تسمح بالتجريب، ومعظم من يعمل على يوتيوب ليس راضيًا عن المستوى البصري لأعماله في العام الأول من انطلاقته.

3- المحتوى: يمكنك أن تنشئ قناتك على موقع يوتيوب فورًا إن كانت لديك أفكار خلاقة لمحتوى خاص بك، ولكن القناة المحكومة بالفشل هي التي لا تحمل أي محتوى، وينجح اليوتوبر كثيرًا إن كان قد اختار الحديث في فيديوهاته عن موضوع يشغله أو عن شغف يستطيع نقله للآخرين.

4- الشخصية: يحاول كثير من الصاعدين في عالم يوتيوب أن يبتكروا لأنفسهم شخصية جديدة، إلا أن الواقع هو أن أنجح شخصيات يوتيوب كانت لأشخاص كانوا على حقيقتهم تمامًا، وتحدثوا إلى كاميرتهم تمامًا كما يتحدثون إلى أصدقائهم، وكشفوا ما يشعرون به بكل صدق، ودون الحاجة إلى إضافة صفات أو طريقة كلام لا تشبه حقيقتهم.

5- الاستمتاع: يطول زمن العمل على يوتيوب قبل أن يكون هذا العمل مجزيًا، وفي بعض الحالات لا يتحقق الهدف الاقتصادي من القناة إلا بعد سنوات من العمل عليها، لذا فإن لا سبب يدفع أي يوتيوبر للاستمرار سوى متعته أثناء إنجاز العمل، فإن قمت بتجريب هذا العمل ووجدت أنه لا يحقق لك المتعة، فلا بد لك من التوقف، ولا سيما أن أعباء صناعة مقاطع الفيديو ليست فقط في تصوير الفيديو، وإنما في إيجاد المحتوى، كتابته، تصويره، القيام بعمليات المونتاج وتركيب الموسيقى، تحميله على وسائل التواصل، والرد على الرسائل والتعليقات، والقيام بعمليات التسويق.

ختامًا، لا ينصح من يفكر بالبدء في العمل على يوتيوب بترك أعمالهم، وإنما ببدء صناعة الفيديوهات في أوقات فراغهم وحينما يسمح وقتهم بذلك، وألا يتخذوا القرار بالتفرغ الكامل إلا حين تسمح لهم عائدات قناة اليوتيوب الخاصة بهم بتغطية كافة مصاريف حياتهم.

شارك على:

شارك برأيك

إعلان

جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024

تم إطلاق هذا الموقع بمنحة من

مؤسسة اتجاهات - ثقافة مستقلة