انطلق مشروع نتفلكس على الإنترنت كخدمة تتيح لمشتركيها استئجار أقراص ديفيدي لأعمالهم المفضلة عبر الإنترنت وإيصالها إليهم بالبريد، وقد نجحت هذه الخدمة التي انطلقت من ولاية كاليفورنيا الأمريكية عام 1999، وتوسعت حتى وصل عدد مشتركيها إلى 10 مليون مشترك مع العام 2009، في التوسع إلى كندا في العام 2010، وإلى ما مجموعه 190 دولة حول العالم في هذا العام.
أسس شركة نتفليكس شخصان، مارك راندولف وريد هيستينغز، وانطلق موقع الشبكة على الإنترنت في 14 أبريل/نيسان 1998، بثلاثين موظفًا، وبدأت الشركة بتطبيق مبدأ الاشتراكات الشهرية في سبتمبر/ أيلول 1999، ومنذ عام 2000، بنت الشركة سمعتها على فكرتها الرائدة بالاشتراك من خلال مبلغ ثابت يسمح بمشاهدة غير محدودة للعناوين المتوفرة لديها.
لا بد من الإشارة أن مشروع نتفليكس تكبد الكثير من الخسائر الاقتصادية في سنواته الأولى وأنه لم يبدأ بتحقيق الأرباح الكبيرة إلا مع قدوم العام 2003، إذ ربحت الشركة عامها 6.5 مليون دولار.
في العام 2005، أصبح متوفرًا على موقع الشبكة 35000 عنوانًا لأفلام وبرامج ومسلسلات، وكانت الشبكة تشحن مليون ديفيدي يوميًا.
في فبراير/شباط 2007، شحنت الشبكة قرص الديفيدي الذي حمل الرقم مليار إلى أحد مشاهديها.
قامت شبكة نتفليكس بالعمل كثيرًا على تطوير طريقة لإيجاد المناسب لكل من مشاهديها، وقد عرضت مكافأة قيمتها مليون دولار أمريكي لمن يستطيع ابتكار خوارزمية أفضل من المتوفرة في الأسواق في العام 2006 لتنقية الخيارات التي تعرض على كل مشاهد بحسب رغباته ومشاهداته السابقة.
في العام 2008، ألحقت نتفليكس بخدماتها إمكانية مشاهدة بث الفيديو من خلال الاشتراك وابتعدت بذلك عن جوهرها الأصلي كشركة إيجار للديفيدي وانطلقت في عالم جديد، نجحت فيه نجاحًا أكبر بكثير. كان المبدأ بسيطًا جدًا: يمكن لأي مشترك متصل بالإنترنت أن يشاهد كل ما تتيحه شبكة نتفليكس من خيارات على موقعها.
في نيسان/أبريل 2012، تقدمت نتفليكس بطلب للجنة الانتخاب الفدرالية، وكان موضوع الطلب تشكيل لجنة سياسية باسم FLIXPAC. ووصفت مجلة بوليتيكو هذه اللجنة التي اتخذت من لوس غاتوس في ولاية كاليفورنيا مقرًا لها بأنها “أداة سياسية جديدة تهدف إلى الضغط بشدة لفرض المزيد من القيود على قوانين الملكية الفكرية، وبرامج مكافحة قرصنة ملفات الفيديو”. بعد انتشار الخبر، دعت لجنة نشطاء القرصنة، مجهولون Anonymous، إلى مقاطعة نتفليكس. ردت نتفليكس على لسان متحدثها يوريس إيفرز بالقول إن اللجنة لا تهدف إلى دعم قانون إيقاف القرصنة على الإنترنت، ولا قانون حماية عناوين الحواسيب، وقال في تغريدة إن الهدف من اللجنة هو “المشاركة في معالجة مسائل مثل حيادية الإنترنت، والسقف المفروض على سرعة نقل المعلومات، وغيرها”
وابتداء من 6 يناير/كانون الثاني لهذا العام، أصبحت خدمات شبكة نتفليكس متوفرة في كل الدول العربية عدا سوريا. وفي نفس الشهر من هذا العام، أعلنت نتفلكس أنها ستبدأ بإيقاف البث للشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)
وفي العام الحالي، وصل عدد المشتركين في خدمات نتفليكس إلى 81 مليونًا حول العالم.
قدمت شبكة نتفليكس لمشتركيها خيارات واسعة جدًا للمشاهدة، ويستطيع مشاهد نتفليكس إن كان لا يهتم كثيرًا بمشاهدة الأخبار أن يكتفي بما تقدمه له هذه الخدمة، وألا يشاهد القنوات التلفزيونية أبدًا، ولا سيما أنه هو من يختار ما يشاهد هنا، فيما تفرض عليه قنوات التلفزيون خياراتها من الأفلام والمسلسلات والبرامج.
دخلت شبكة نتفليكس عالم الإنتاج من أوسع أبوابه في أوائل الأعمال التي أنتجتها خصيصًا لمتابعيها، من خلال مسلسل بيت الورق من بطولة كيفين سبايسي وروبن رايت، وقد نجح المسلسل نجاحًا واسعًا في كل أنحاء العالم وانجز منه حتى اليوم أربعة مواسم، وقد كتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تويتر أنه ينتظر بداية عرض الموسم الثاني من المسلسل قبل عرض الحلقة الأولى منه، وقد تناول المسلسل عالم الفساد السياسي في البيت الأبيض، وتعمق في مسائل سياسية لم يكن معتادًا أن يتم تناولها على الشاشة، وخاض في أجزائه بقضايا الحريات والعلاقات الأمريكية مع دول العالم ولا سيما روسيا، الإرهاب وغيرها من القضايا الراهنة.
https://www.youtube.com/watch?v=ULwUzF1q5w4
امتاز إنتاج نتفليكس بخصوصيته وخروجه عن قواعد السوق، وأيضًا بحسب ما صرح نجم بيت الورق كيفين سبايسي بحرية إبداعية مطلقة للمشرفين والعاملين في المشاريع.
اليوم أصبح في رصيد نتفليكس الكثير من الأعمال الناجحة ومنها البرتقالي هو الأسود الجديد، الحب، غرايس وجاكي، وأصبح في رصيد الشبكة الرائدة أيضًا عدد كبير من الأفلام الكلاسيكية التي حصلت على حقوق عرضها بالإضافة إلى عدد كبير أيضًا من الأفلام المستقلة والوثائقية والتي يعرض بعضها بشكل حصري، والتي تنفتح على ثقافات مختلفة من العالم، وقد غير ظهور شبكة تنفليكس عالم توزيع الأفلام المستقلة إلى الأبد، فقد أصبح بإمكان صناع الأفلام عرض أفلامهم على نتفليكس دون الحاجة إلى علاقات واسعة بشركات التوزيع.
لم تنفتح الشبكة بعد على الإنتاجات العربية، ولكن دخولها عالم العرض في الدول العربية هذا العام، قد يكون مؤشرًا جيدًا لصناع الأفلام المستقلين وصناع الدراما العربية بأن باب عرض أعمالهم خارج احتكار القنوات التلفزيونية قد بدأ يفتح ولو تدريجيًا.
إعلان
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024