يعتبر فيلم مشروع ساحرات بلير The Blair Witch Project من أكثر الأفلام تحقيقًا للربح نسبة للكلفة في تاريخ السينما، بحكم أن كلفة إنجاز الفيلم لم تتجاوز 25000 دولار أمريكي، في حين حقق أرباحًا في الصالات تجاوزت 248 ألف دولار. تقوم فكرة الفيلم على أن ثلاثة طلاب في مجال السينما، يقومون بتسجيل فيلم وثائقي في غابة في ميريلاند، يختفون مخلفين وراءهم الفيلم الذي يشاهده الجمهور دون أن يعرف مصير هؤلاء الأبطال.
وقد قامت مدونة منتال فلوس مؤخرًا، وبعد عقد ونصف من العرض الأول للفيلم، من خلال الكاتب روجر كورمير بكشف بعض الحقائق عن هذا الفيلم، الذي تسبب بذعر ورعب حقيقيين لكثير من مشاهديه عند صدوره في العام 1999، وننقل لكم هنا بعض هذه الحقائق المثيرة للاهتمام:
1- اقتصر نص الفيلم الأصلي على 35 صفحة، فقد كتب كل من دانيال ميريك وإدواردو سانشيز سيناريو الفيلم عام 1993، عندما كانا طالبين في أكاديمية السينما في أورلاندو في فلوريدا، وقد كتبا هذه الصفحات كإطار عام للفيلم، لأنهما رغبا في أن يقوم الحوار في الفيلم بشكل أساسي على الارتجال، بهدف أن تبدو القصة حقيقية قدر الإمكان.
2- كانت عملية اختيار الممثلين أو ما يسمى بالكاستينغ غير مألوفة. تتذكر الممثلة هيذر دوناهيو أنها قرأت إعلانًا كتب فيه: “فيلم روائي قائم على الارتجال، سيصور في غابة وضمن ظروف بالغة الصعوبة، وعلى الأرجح، يجب ألا يحضر معظم من يقرأ الإعلان إلى تجارب الأداء”. وكان من يحضر التجربة يجابه بفرَضية فورًا من قبل أحد المخرجين: أنت مسجون منذ 9 أعوام، ونحن لجنة إطلاق سراح السجناء، فلم تعتقد أن علينا إطلاق سراحك؟ وإن تردد الممثل في الإجابة ولو للحظات، يتم الاعتذار منه مباشرة.
3- تقاضى الممثلون أجرًا عن تصوير أدوارهم قدره 1000 دولار في اليوم الواحد، واستغرق تصوير الفيلم ثمانية أيام.
4- تم الاتفاق على كلمة يقولها الممثل أثناء الارتجال إن كان يرغب بالخروج من الشخصية، وكانت هذه الكلمة هي: تاكو.
5- انتهى التصوير في ليلة الهالوين، 31 تشرين الأول/أكتوبر 1997، وكانت تلك أول مرة بعد أسبوع يتناول فيها الممثلان هيذر دوناهيو ومايكل سي ويليامز وجبة طعام من مستوى جيد، وقد وصف ويليامز أنهم خرجوا من الغابة حيث أنهوا التصوير، فوجدوا الناس جميعًا بأزيائهم التنكرية، ما أشعره بمزيد من السريالية.
6- تم ضغط 19 ساعة مصورة في 90 دقيقة، وقد تطلب ذلك من المخرجين العمل على مونتاج الفيلم لثمانية أشهر كي يستطيعوا عرض الفيلم في مهرجان سانداس عرضًا أول. في العرض التجاري، تم ضغط المدة الزمنية، واستخدام المشاهد المقتطعة في موقع الإنترنت الذي ألحق بالمشروع.
7- قام سانشيز بإنشاء الموقع الخاص بالفيلم بنفسه، وقد كان هذا الخيار منطقيًا لأن أحد مخرجي الفيلم هو الأقدر على بث وتضخيم أسطورة ساحرات بلير، وقد كان سانشيز يمتلك بعض الخبرة في مجال تصميم المواقع، وكان يمتك الوقت بحكم أنه كان غير مرتبط بعلاقة حب في تلك الفترة حسب تعبيره.
8- ظن كثير ممن شاهدوا الفيلم أن أبطاله قد ماتوا حقًا، لأن شركة التوزيع التي اشترت حقوق الفيلم عملت جاهدة على إخفاء الممثلين عن الصحافة لأطول وقت ممكن، ولم تصحح المعلومات المنتشرة على كثير من المواقع ومنها موقع IMDB الشهير، الذي قال إن الفيلم لم يكن ممثلًا بل واقعيًا، وإن أبطال الفيلم توفوا. حتى أن والدة دوناهيو تلقت بطاقات تعزية من بعض الأشخاص.
9- من أبطال الفيلم الثلاثة -هيذر دوناهيو ومايكل سي ويليامز وجوش ليونارد- لم يتابع العمل في التمثيل إلا جوش، أما هيذر فهي تعمل حاليًا في زراعة الماريجوانا الطبية، وقد كتبت مذكراتها، وكان مايك قد ترك عمله في مجال تحريك الديكور في برنامج كونان أو بريان مع صدور الفيلم، ولكنه اضطر للعودة إلى عمله ليستطيع العيش وعائلته.
10- تتعرض مدينة بروكتسفيل في ميريلاند، الموقع الأساسي للتصوير لعمليات من السرقة والتخريب من قبل معجبين بالفيلم غريبي الأطوار، وقد سرقت اللافتة التي تعلن اسم المدينة في مدخلها عدة مرات، وكانت عمدة المدينة قد استيقظت يومًا لتجد أحد هؤلاء في غرفة معيشتها، وانتشر في المدينة أشخاص يصورون كل سكانها طوال الوقت.
11- يتم الحديث عن إنجاز جزء ثالث من الفيلم بالرغم من الفشل الذريع الذي مني به الجزء الثاني المسمى كتاب الظلال: ساحرات بلير 2، والذي لم يكن للمخرجين الأصليين دور كبير في إنجازه، ولكنهما يفكران الآن بإنجاز جزء ثالث.
إعلان
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024