البداية
يشكل يوتيوب YouTube جزءًا مهمًا وأساسيًا من حياة الكثير من البشر اليوم، إذ يضم الموقع اليوم أكثر من مليار مستخدم، أي حوالي ثلث مُستخدمي الإنترنت في العالم، ويقضي المستخدمون يوميًا مئات الملايين من الساعات في مشاهدة مقاطع الفيديو على يوتيوب، ويسجلون مليارات المشاهدات، ويعيش بعض منتجي المحتوى على يوتيوب، في مختلف أنحاء العالم، بدخل معقول مما توفره الإعلانات والرعاية لإنتاجهم من الفيديو فقط، وذلك رغم أن عمر يوتيوب اليوم فقط لا يتجاوز أحد عشر عامًا.
انطلق موقع يوتيوب يوم 14 شباط/فبراير 2005 كتطبيق لتحميل الفيديو، حيث أسسه ثلاثة موظفين سابقين في شركة «باي بال» (PayPal) هم تشاد هيرلي وستيف تشين وجاود كريم، وقام المؤسسون بتحميل أول فيديو على الموقع بتاريخ 23 نيسان 2005، وكان بعنوان أنا في حديقة الحيوانات Me At the Zoo .كان الفيديو عبارة عن لقطة واحدة مدتها 18 ثانية، يحدثنا فيها جاود عن الفيلة في الحديقة، والمضحك في الأمر أن من يشاهد الفيديو، لا يمكن أن يتوقع النجاح الكبير الذي حققه يوتيوب خلال أحد عشر عامًا من حياته.
عام 2006، أعلنت شركة «غوغل» عن التوصل لاتفاقية لشراء موقع يوتيوب مقابل 1.65 مليار دولار أمريكي.
يوتيوب والمستخدم العادي
يمتاز يوتيوب كمنصة بسهولة التعامل معه، ومع تطور خدماته أصبح بمقدور أي شخص أن ينتج محتواه الخاص، ويُحمّله بمنتهى السهولة على الموقع، ومؤخرًا يستطيع أن يدخل عليه تعديلات مونتاجية بسيطة، وأن يضيف الموسيقى من خلال الموقع نفسه.
أتاح الموقع بسهولته لملايين الأشخاص أن يشاركوا مع الآخرين لحظات تهمهم من حياتهم ورحلاتهم وأعياد ميلادهم وغيرها من تفاصيل حياتهم اليومية.
ولعله من المدهش أن نعلم أن من أكثر الفيديوهات تحقيقًا للمشاهدات على موقع يوتيوب هي تلك المقاطع التي تصور الحيوانات الأليفة ولاسيما القطط.
وما كان لهذا الإنتاج الفردي أن يصبح ممكنًا وسهلًا لأي مستخدم، لولا التطور الهائل الذي شهدته كاميرات الفيديو منذ ظهور صيغة الفيديو الرقمي DV وحتى اليوم، ولولا الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها كاميرا الموبايل والكاميرات الموجودة في الكومبيوترات المحمولة، إلى جانب التطور الهائل الذي حققته برامج المونتاج على الكومبيوتر ولا سيما «أدوبي بريميير» (Adobe Premiere) و«فاينال كت برو» (Final Cut Pro) و«لايتووركس» (Lightworks) و«دافنشي ريزولف» (DaVinci Resolve). إذ أصبح بإمكان مستخدم عادي وغير محترف أن يقوم بتصوير مقاطع الفيديو وإجراء عمليات مونتاج بسيطة ومعالجة صوت الفيديو وإضافة المؤثرات والموسيقى.
يوتيوب وحقوق الملكية الفكرية
يتيح يوتيوب لمستخدميه خدمة الشراكة مع يوتيوب لوضع إعلانات على الفيديو بهدف الربح -إلا أن هذه الخدمة غير متوفرة في سوريا بسبب العقوبات الاقتصادية وبعض الدول العربية الأخرى لأسباب مختلفة- وإذا اختار المستخدم هذا الخيار فيجب أن تكون المواد البصرية والصوتية المستخدمة ملكه بشكل كامل. فإذا اكتشفت إدارة يوتيوب أن ملكية المواد المستخدمة لا تعود إلى صانع المحتوى، فستوقف فوريًا خيار الربح من الفيديو وقد تتعرض القناة لإشكالات في مصداقيتها. أما إذا اختار المستخدم ألا يربح، فذلك لا يلغي حقوق الملكية الفكرية، إذ يستطيع صاحب الحق الأصلي في المواد، سواء كانت أغنية أو موسيقى أو لقطات مصورة، أن يشتكي لإدارة يوتيوب التي تتخذ الإجراء الذي تجده مناسبًا وتتدرج الإجراءات بين حذف الفيديو تمامًا أو منعه في بعض البلدان، وكتم صوته ومساءلة المستخدم.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن معظم الفنانين الكبار يقدمون عبر مواقعهم على الإنترنت إمكانية التواصل، لذا يُنصح الشباب بمراسلتهم قبل استخدام مواد يملكون حقوقها، وأن يشرحوا لهم سبب حاجتهم لهذه المادة بالذات دونًا عن غيرها، إذ يمكن لصاحب المادة أن يسمح باستخدامها مجانًا بشكل استثنائي من خلال تصريح مكتوب وموقع.
غانغام ستايل
يحتوي يوتيوب كمية هائلة من مقاطع الفيديو، ولم يعد غريبًا في السنوات الأخيرة أن تصل مشاهدات بعض المقاطع إلى الملايين، إلا أن فيديو حمل على يوتيوب في تموز 2012، لأغنية بعنوان غانغام ستايل Gangham Style وصل إلى 2.4 مليار مشاهدة، وحتى الآن، رغم كل التحليلات المتوفرة، لا يوجد تفسير واضح لتحول هذا الفيديو بالذات دونًا عن غيره من آلاف المقاطع الموسيقية والأغاني التي تحمل يوميًا على الموقع إلى فيديو واسع الانتشار (viral):
إعلان
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024