أتابع اليوم رواية قصة قناتي على اليوتيوب، والبرنامج الذي أقدمه.
أتى أصل اسم برنامجي حمصوود من تركيب اسم مدينتي حمص، مع المقطع الأخير من كلمة “هوليوود”، عاصمة الإنتاج السينمائي العالمية. وكان مقصدنا من اختيار اسم مدينة حمص، إلى جانب الوفاء لها، مرجعيتها المرِحة لدى السوريين، إذ يكفي أن تذكر اسم مدينة حمص أمام أي سوري لتراه يبتسم.
اتفقنا أنا وأخي على أن نقوم برفع حلقة كل يوم أربعاء، لتميز هذا اليوم عند “الحماصني”، وكان أملنا أن يرسم اختيار يوم الأربعاء واسم البرنامج الابتسامة على وجه المتلقي، وأن تكون بداية كل حلقة “كل أربعا وإنتوا بخير”، بدلًا من تحية عادية مثل مساء الخير أو السلام عليكم.
قررنا أيضًا أن نقوم بالتصوير في غرفة الجلوس، وأن نطلب من أهلي قضاء وقت التصوير في غرفة أخرى، كي لا يُسمَع صوت فصفصة البزر والطقطقة على الهاتف والضحك!
اشتريت كاميرا منزلية بسيطة سعرها 100 دولار تقريبًا، ولكنها تحتوي إمكانية التصوير بجودة FHD، ومع ذلك، كنت أقوم بتعديل الألوان في المونتاج. أحضرت مصباحين وسلكًا طويلًا لأتحكم بمكان الإضاءة، بالإضافة إلى ميكرفون رخيص جدًا.
كان أول مسلسل أتناوله هو سرايا عابدين. شاهدتُ الحلقات الثلاثين، وسجلتُ كل النقاط التي نود أنا وأخي الحديث عنها.
صورنا الحلقة الأولى، إلا أننا وجدنا أننا بالغنا بالتعابير، فأعدنا التصوير في اليوم التالي. وف النهاية، أعدنا تصوير الحلقة الأولى أكثر من 4 مرات. ليأتي أخي في اليوم الخامس ويقول لي إنه وجد عملًا في اختصاصه (التسويق والإدارة) في شركة سياحية، وأنه قد لا يجد في المستقبل الوقت ليساعدني في التصوير.
توقفت لمدة أسبوع وبدأت أفكر بحل، فقررت أن أقوم وحدي بدور المشاهد للحلقات وكاتب السيناريو والمصور والمقدم والمخرج والمونتير والمُسوِّق، وأن أتولى أيضًا مهمة الرد على الرسائل والتعليقات.
أنشأتُ صفحة على فيسبوك. وفي أول فيديو، كي أحصد نتائج أفضل، قمت برفع الحلقة على فيسبوك ويوتيوب معًا، ولكنني لم أنشر رابط اليوتيوب على الصفحة أو أي مكان آخر.
في اليوم الأول، حصلت على 30 مشاركة من خلال أصدقائي وأقاربي وأصبح في الصفحة ما يقارب 400 معجب. استمريتُ على هذا المنوال لأربعة أسابيع، وقدمتُ في الأسبوع الرابع الحلقة الأخيرة عن مسلسل سرايا عابدين.
بعد رفع الحلقة بساعات بدأ أناس لا أعرفهم بالتعليق والإعجاب بالصفحة، ووصل عدد المعجبين بالصفحة إلى 3000 معجب تقريبًا.
في الأسبوع الخامس، تناولتُ الجزء الثالث من مسلسل الولادة من الخاصرة. لكن المختلف في الحلقات الأربع التالية أنني بدأتُ بمشاركة رابط اليوتيوب على فيسبوك، وتوقفتُ منذ تلك اللحظة عن رفع الحلقات على فيسبوك. كانت النتائج جيدة نسبيًا، حيث بلغ عدد المشتركين في قناة اليوتيوب 3000 مشترك خلال ثمانية أسابيع.
https://www.youtube.com/watch?v=-szHpOjPvis
بدأ شهر رمضان الكريم، وهو موسم المسلسلات السورية كما هو معروف. كان مسلسل باب الحارة في الصدارة، وكانت هذه فرصتي لأثبت تواجدي على الساحة السورية والعربية، بما أن الجميع يجلس في البيت خلال رمضان، وبحاجة لما يتابعه.
فكرت في تقديم حلقتين وأحيانًا ثلاث كل أسبوع. وتناولتُ باب الحارة في أول حلقة لي في شهر رمضان. وبعد الحلقة بساعة، تواصلت معي إحدى الصفحات السورية المشهورة وأخبرني فريق الصفحة أنهم سيرفعون الحلقة على الصفحة ويذكرون اسم صفحتي.
https://www.youtube.com/watch?v=AaxrR7YAIvQ
حصد الفيديو نحو 1500 تعليق و150 ألف مشاهدة، وكان 80 في المئة من التعليقات لسبي وشتمي وشتم أهلي. وكان الأغلب يكتب كلامًا مثل “مين إنت يا ابن … حتى تتطاول على أهم مسلسل عربي؟”، “أنت شخص تافه يا أخو … روح دور على شغلة تانية تنفعك”… وما شابه من هذا الكلام. ووجدت قرابة 10 في المئة من التعليقات ضدي وضد العمل، ولكنها خلت من الشتم، في حين ورد ما يقارب 100 تعليق تؤيد الفكرة.
كان المحرج في الأمر أن أمي وأقربائي كانوا يقرؤون التعليقات أيضًا. ولكن، رغم سلبية التعليقات، زاد عدد المعجبين بالصفحة على 8 آلاف معجب. بعد حلقة باب الحارة، أتتني رسالة من اليوتيوب بالبريد الإلكتروني مفادها أنهم أوقفوا أربعة فيديوهات لي، وهي الفيديوهات الأولى لي، والتي تناولتُ فيها مسلسل سرايا عابدين. وبين أن السبب هو تقدم قناة MBCبشكوى على المحتوى كوني لا أملك الحق في استخدام أجزاء من أعمالهم التي يمتلكون حقوق عرضها الحصرية.
حذفت أول أربع حلقات. وكانت الصدمة. فكرتُ كثيرًا إن كانت حلقات أخرى ستحذف؟ وإذا حدث ذلك فمتى وكيف؟ وماذا يجب عليّ أن أفعل؟
صورتُ فيديو قلت فيه إنني سأتوقف عن التصوير لفترة لأسباب شخصية. ووجدتُ تعليقات وردودًا تسأل: لماذا؟ هل هناك من هددك؟ بالإضافة إلى رسائل دعم تشجعني على التصوير. حاولتُ كثيرًا التواصل مع قناة MBC وشاهد.نت لأنال الإذن بعرض بعض المقاطع من مسلسلاتها وأناقشها، لكنني لم أتلقَّ ردًا.
بدأت بالبحث عن المسلسلات التي لا تخص MBC والعمل عليها بعد التوقف لأكثر من أسبوع. وبالفعل، بدأتُ بتقديم ثلاث حلقات كل أسبوع حتى نهاية رمضان. وفي آخر أيام رمضان تلقيتُ رسالةً من يوتيوب.
“هل تريد أن تصبح شريكًا ليوتيوب لكي تجني المال من خلال الفيديوهات؟” قدمتُ الطلب فورًا وأتتني الموافقة بعد ثلاثة أشهر من تقديم الطلب. ولكنني لم أتوقف عن تقديم الحلقات في هذه الفترة.
بعد خمسة أشهر من العمل المستمر على يوتيوب، أصبح لدي متابعون، ليسوا كثر ولكنهم يتابعونني بشكل مستمر، ويحبون الذي أقدمه.
وكان يوم مميز بأنني وجدت الاخوين ملص هم أول من يقوم بنشر حلقتي على صفحتهما الشخصية، من الشخصيات المشهورة، وأرسلا لي رسالة على بريد الصفحة وبدآ بمتابعتها. كانت فرحتي لا توصف، وبدأتُ أتخيل أن الكثير من الشخصيات المعروفة تتابع ما أقوم به، وأنهم سيرسلون لي الرسائل لنتعارف.
اليوم قد مر على بداية عملي على يوتيوب أكثر من 9 أشهر ،ولدي أكثر من 30 فيديو. أصبح عدد من الممثلين السوريين ضمن أصدقائي، بالإضافة إلى كتاب ومخرجين ومقدمي برامج على اليوتيوب من دول عربية أخرى، وكتبت 5 مواقع إلكترونية عن بعض الحلقات التي قدمتُها. ولكن، للأسف، ما زال عدد المشاهدات قليلًا حتى الآن، وخاصة إذا ما قورنت مع دول عربية أخرى.
أتمنى أن يختلف الأمر في الأيام القادمة وأن تزداد المشاهدات لأتمكن من الاستمرار مع فريق العمل الذي بات يتألف اليوم من اثنين يعملان في التسويق الإلكتروني، ومُعدَّين اثنين، ومدير ومنسق للعمل. وبطبيعة الحال، يقدم كافة أفراد الفريق حاليًا جهودهم من دون مقابل، مدفوعين بحبهم للمشروع. وسنسعى دائمًا إلى نتائج أفضل.
إعلان
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024