أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي الدولي، أحد أهم وأعرق المهرجانات السينمائية في العالم، أن تظاهرة «نظرة ما» ستفتتح هذا العام بالفيلم المصري اشتباك، من إخراج محمد دياب، وكتابة كل من المخرج وخالد دياب، ويعتبر هذا الإعلان عودة قوية للسينما المصرية إلى المهرجان بعد أن كانت آخر مشاركات مصر فيه منذ أربع سنوات بفيلم بعد الموقعة الذي أخرجه يسري نصر الله، والذي كان قد شارك في التظاهرة نفسها للعام 2012، وكان الفيلم قد تناول ثورة 25 يناير من خلال الحديث عن أحداث موقعة الجمل، وكان هذا الفيلم أول مشاركة لمصر في المهرجان بعد انقطاع دام 15 عامًا.
تنطلق دورة مهرجان كان للعام 2016 في الشهر القادم، وتفتتح بفيلم CAFÉ SOCIETYللمخرج الأمريكي وودي آلن، وفيما لا نجد مشاركات عربية في المسابقة الرسمية للمهرجان، فإن اختيار فيلم اشتباك لافتتاح ظاهرة نظرة ما يعتبر تكريمًا للسينما العربية عمومًا وللسينما المصرية على وجه الخصوص، كما تشارك أفلام عربية أخرى في التظاهرات المرافقة للمهرجان.
اشتباك هو الفيلم الثاني للمخرج دياب، وكان فيلمه الأول 678 قد حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا وكان يتناول قضية التحرش الجنسي في مصر، الفيلم الجديد من بطولة كل من نيللى كريم وهانى عادل وطارق عبد العزيز وأحمد مالك. وتجري أحداثه في عربة ترحيلات تابعة للشرطة مكتظة بالمتظاهرين من المؤيدين والمعارضين في ليلة سقوط الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وقد تم تصوير معظم مشاهد الفيلم في مساحة لا تتجاوز أمتارًا ثمانية رغم احتوائه على مشاهد خارجية تتضمن اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وسبق تصويره أشهر من التدريب والبروفات.
الفيلم إنتاج مشترك بين فرنسا، ومصر، وألمانيا، والإمارات العربية المتحدة، فهو من إنتاج شركة «فورتريس فيلم كلينك» بالتعاون مع شركة EMC Media من الإمارات، و Sampek Productions من فرنسا.
شهد مهرجان كان السينمائي عبر تاريخه، حصول فيلم عربي واحد على السعفة الذهبية وهو وقائع سنوات الجمر للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة عام 1975، وحصول فيلم عربي واحد قصير على السعفة الذهبية للأفلام القصيرة وهو فيلم موج 98 للمخرج اللبناني إيلي داغر العام الماضي، كما حصل المخرج المصري يوسف شاهين عام 1997 على سعفة اليوبيل الذهبي عن مجمل أعماله.
شاركت في زوايا المهرجان المخصصة للتعرف على أفلام من مختلف أنحاء العالم أفلام عديدة على الصعيد العربي، وكانت مشاركة الفيلم الوثائقي ماء الفضة السوري في زاوية من زوايا كان قد لاقت حفاوة كبيرة، حتى أن جريدة لوموند افتتحت عددها في اليوم التالي لعرضه بالحديث عن هذا الفيلم الذي أخرجه أسامة محمد ووئام بدرخان. كما شهد المهرجان عبر سنواته تواجدًا للعرب في لجان تحكيمه المختلفة.
ورغم كل هذه المشاركات السابقة إلا أن السينما العربية ما زالت تجاهد لتأخذ مكانة منافسة للسينما الأوروبية والأمريكية في هذا المهرجان المرموق،ونأمل أن يتحقق ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024