لم يعد التصوير الضوئي اليوم حكرًا على الاختصاصيين، فقد بات في إمكانك التقاط صور رائعة باستخدام كاميرا هاتفك بالقليل من الصبر لضبط وتطويع الإضاءة، وهي دائمًا العنصر الأهم في تشكيل الصورة فنيًا. وعندما تشعر أنك بحاجة إلى أدوات أفضل، تستطيع الانتقال لشراء كاميرتك الأولى.
الكاميرات في السوق كثيرة، لكن سأحاول في هذا المقال تصنيفها حسب السوق التجاري لتسهيل مهمة الشراء عليك. لنتفق أولًا على أن الكاميرا المناسبة يجب أن تحتوي على خيار الإعدادات اليدويّة (Manual Settings) لتمنحك القدرة على تشكيل صورة تطابق مخيلتك الإبداعية، حيث تحد الإعدادات الأوتوماتيكية من تحكمك بالصورة.
1- الكاميرا المدمجة أو الصغيرة (Compact Camera): وهي الكاميرات الأكثر انتشارًا والأصغر حجمًا. تستطيع وضعها في جيبك وحملها معك بسهولة و عادةً ما تكون عدساتها مثبتة على جسم الكاميرا وغير قابلة للتبديل.
2- الكاميرا المتوسطة (Bridge Camera): تشكل هذه الكاميرات جسرًا بين الفئة المذكورة سابقًا والفئات التي سنذكرها لاحقًا، فعدسات هذا النوع من الكاميرات غالبًا ما تكون مدمجة وذات مدى تقريب (Zoom) كبير ولكن حجمها أكبر من سابقتها وتتيح خيارات يدوية أكبر.
3- كاميرا العدسات القابلة للتغير (SLR Camera): وهي الكاميرات الأكبر حجمًا والأكثر احترافيّة لما لها من إمكانيات أعلى ولما تتيحه من حرية أكبر في التحكم بالصورة. هذه الكاميرات تأتي منفصلة عن العدسة ويمكنك اختيار عدسات عديدة لها بأبعاد بصريّة مختلفة.
4- كاميرا العدسات القابلة للتغير من دون مرآة (Mirror-less Camera): وهي الأحدث حيث تقدم ما تقدمه الفئة السابقة مع الإبقاء على الحجم الصغير. وتعتمد هذه الكاميرات على منظار إلكتروني (بدل المنظار البصري، الذي ينقل الصورة إلى العين عبر مرآة)، ما يلغي الحاجة إلى المرآة داخل الكاميرا وبالتالي يصغر من حجمها.
تتيح جميع الكاميرات السابقة التحكم بسرعة المغلاق (Shutter)، وفتحة العدسة (Aperture) وغيرها من العناصر التقنية المتعلقة بتشكيل الصورة. إلا أن الفئتين الأخيرتين تتشاركان في حجم المستشعر (Sensor) الأكبر، ما يمنحها حساسية أكبر للضوء، ومرونة أعلى في التعامل مع العدسات، ولا سيما عدسات زاوية الرؤية العريضة (Wide Angle). فلا يكفي تحديد دقة الصورة بالميغابكسل (MegaPixel) لقياس جودة الصورة التي تلتقطها الكاميرا، والكاميرا ذات المستشعر الصغير بدقة 16 ميغابكسل لا تلتقط صورًا أفضل من كاميرا ذات مستشعر كبير بدقة 12 ميغابكسل، وذلك لما يوفره المستشعر الأكبر حجمًا من ميزات.
تتميز الفئتان الأخيرتان بسرعة الأداء، وسرعة التحكم في الخيارات المتاحة لتشكيل الصورة بالإضافة لسرعات مغلاق أكبر، ما يتيح التقاط أنواع مختلفة من الصور.
غالبًا ما يشعر هواة التصوير الضوئي بالحيرة عندما يقررون شراء الكاميرا الأولى، ولذلك نجمل فيما يلي بعض الاعتبارات الواجب التفكير فيها للمساعدة على الوصول إلى الخيار المناسب.
1- السعر: ابدأ أولًا بتحديد ميزانيتك، هذه أكثر طريقة عمليّة لتقلص من حيرتك وتحصر الخيارات المتاحة بعدد قليل. تذكر أنك إذا قررت شراء كاميرا من الفئتين الأخيرتين أعلاه، فستحتاج إلى شراء عدسات تناسب موضوعك (عدسات بزاوية رؤية عريضة، عدسات بزاوية رؤية ضيقة، عدسات بمجال بصري متغير “زوم” من عريض إلى ضيق، إلخ). والعدسات متنوعة ومختلفة. نصيحتي أن تبدأ بكاميرا سعرها مقبول تتيح لك خيارات بسيطة ويمكنك باستخدامها تعلّم أساسيات الصورة الفنية (التشكيل، توافق الألوان، المعالجة، إلخ) والتقنية (أسس تعريض الصورة للضوء، المتطلبات التقنية لمختلف أنواع الصور، إلخ)، وبعدها، يمكنك استخدام كاميرا أكثر احترافية وتساعدك على الاستفادة مما تعلمته.
2- الحجم والوزن: كاميرات العدسات المتغيرة المزودة بمرآة (SLR) هي الأكبر حجمًا والأثقل وزنًا. ولا تنسَ أن حجم العدسات قد يكون أكبر من الكاميرا نفسها أحيانًا. حدد الحجم المناسب لاحتياجاتك، فإذا كنت كثير التنقل، قد تكون الكاميرا الصغيرة حجمًا والخفيفة وزنًا هي الأنسب.
3- الدقّة: يعتقد العديد من الناس أن دقّة الكاميرا بالميغابكسل هي أهم عوامل تحديد دقة الكاميرا، ولكن أثر الدقة ضعيف مقارنة بعوامل أخرى، كما أشرنا سابقًا. فعدد الميغابكسل في الكاميرا مهم في حالة طباعة ملصقات كبيرة. واعلم أن صورة بدقة 11 ميغابكسل يمكن طباعتها بقياس 40.64×50.8 سم. وبناء على هذا، يجب النظر في حجم المستشعر قبل النظر في دقته.
ستجد عند سؤالك عن حجم المستشعر أن الكاميرات تنفصل لفئتين: مستشعر بحجم الإطار الكامل (Full Frame) وهو قياس الإطار الواحد في الفيلم التقليدي بقياس 35 ملم، ومستشعر مقتطع (Crop Sensor). الكاميرات ذات المستشعر بحجم الإطار الكامل مرتفعة السعر وقد تتطلب عدسات مرتفعة السعر أيضًا. توفر هذه الكاميرات مجال رؤية أوسع، فلو استخدمنا عدسة واحدة على كاميرتين بمستشعرين مختلفي الحجم، وجدنا اختلافًا في زاوية الرؤية. وبسبب اختلاف زاوية الرؤية، تتيح الكاميرا ذات المستشعر بالحجم الكامل تحكمًا بعمق الحقل (Depth of field).
وثمة اعتبارات أخرى لا تتعلق بالدقّة مباشرة لكنها تؤثر في الوصول لصور أفضل، كدقّة شاشة العرض الموجودة بالكاميرا، حيث يؤدي ارتفاع دقة الـ(LCD) ودقة ألوانها إلى معرفة أدق بنتائج الصور قبل سحبها إلى جهاز الكومبيوتر أو طباعتها، في حين غالبًا ما تمنح الشاشات منخفضة الدقّة والألوان نتيجة خاطئة.
أخيرًا وليس آخرًا، مقياس حساسية الضوء، ويُقاس بوحدة الآيزو (ISO)، فكلما ارتفع الرقم، ازدادت حساسية الكاميرا للضوء، لذا من المفيد معرفة رقم الآيزو الذي يمكن للكاميرا الوصول إليه.
وفي النهاية، لا بد من القول إنه لا توجد كاميرا واحدة يمكنها تلبية احتياجات كافة المصورين. ولكن، إذا كنتَ هاويًا للتصوير وتفكر في اقتناء كاميرتك الأولى، فابحث عن الخيار الذي يلبي أكبر قدر ممكن من احتياجاتك بناءً على الاعتبارات التي ذكرناها سابقًا.
إعلان
جميع الحقوق محفوظة لشركة تحت الـ35 © 2024